التفسير التأملي لبعض كلمات وآي القرآن الكريم
الطبعة الكاملة (التاسعة)
هذا الكتاب
لن تجد فيه
كلمة واحدة من تفسيرات الأولين، وهو محاولة لدفع قارئ أو سامع القرآن الكريم
لمحاولة فهمه تلقائياً، بالتأمل في منطوق حروفه وتراص كلماته وموسيقى نغماته،
وإدارتها في ذهنه، رابطاً بينها وبين محور حياته، مسقطاً لها على ما حوله من كون
وكائنات، متناسياً تفسيرات من سبقوه من المفسرين، لا تحقيراً لهم ولا نكراناً
لجهودهم، ولكن لأنهم إنما فسروا بحسب أحوالهم الزمانية والمكانية والاجتماعية
والثقافية والحياتية التي كانوا يحيونها، فعلينا أن نحتذي حذوهم، إتماماً لجهدهم،
ولأن من فسر قبلك كان يكتب التأثير اللحظي للآية عليه لحظة ملامسة سن قلمه لسطح
الورق الذي يكتب عليه، ولو سألته عن ذات الآية التي فسرها بعدها بزمن قليل لقال لك
فيها فهماً آخر، وبعدها فهماً ثالثاً، وبعدها فهماً رابعا، فهذا هو نفسه الذي
فسرها أولاً ؟ فلماذا تقيد نفسك بقول واحد لها؟ وقد يفتح الله عليك بما لم يفتح به
على غيرك ويستفيد به من بعدك، ومعلوم أن القرآن مفسر في ذاته ولا يحتاج إلى تفسير،
وبهذا قال جماعة من العلماء، وهذا الكتاب إنما هو مُرْنَة أو التدريب لك على كيفية
سماعه وتأمله وتفسير بنفسك، وفقك الله للهدى و دلّك إلى الصواب وساقك إليه اللهم
آمين.
المؤلف
