حوارات قرآنية ربانية وبشرية
هذا الكتاب
نظراً لأهمية الحوار في حياة الأنبياء والدعاة والساسة والمتكلمين،
وحتى المتحادثِين، فعلى أساسه تقبل دعوتهم أو يرد، لهذا أعد المؤلف الكتاب، ليكون
مرجعاً قرآنيناً لمن أراد أن يعرف، كيف دار الحوار في القرآن الكريم، بين الله
والملائكة والأنبياء؟وكيف كان بين الأنبياء وأقوامهم؟وغير ذلك،فالوارد في الكتاب
ليس حكياً، ولا قصصاً قرآنياً،إنما هو مأخوذ من المحاورة المباشرة بين الأنبياء
وربهم وحياً أو كلاماً، أو الأنبياء وأقوامهم، أو الأقوام وبعضهم، أو غير المباشرة
كقوله مثلاً:(أَلَمْ تَرَ إِلَى..) أو(وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ..).فالحوار القرآني يُعرف المسلم: كيف يطول الحوار ويقصر؟ ومع من؟
ومتى؟ ولماذا؟ وكيف يكون بلا إملال ولا إخلال؟ ويعلمه سرعة الانجاز، وترك حشو
الكلام، وأن يأتي بـ:"المختصر المفيد"، فقد حاور سيدنا إبراهيم النمروذ،
فوجد أن الكلام معه سيطول، فقال:(فَإِنَّ
اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)، فتعلم سيدنا سليمان، فجاء كما يقولون:"من الآخر"،فأرسل
إليهم برسالة من كلمتين:(أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ)، فأنجز،والحوار القرآني
دوما خَلُوق، لا يلجأ إلى تسفيهه أو تشويهه، لأنه
يعلم (إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)، فإن لم يقتنع محاوره، يفوض الأمر إلى
الله،فقد أدى ما كلفت به في إطار ما أُمر به.والإسلام
لا يرى المحاور الجاد خصماً،بل يراه
سائلا:أين الطريق؟ لذا نصح أتباعه بعد بيان الحجة، أن لا يتركوا محاورهم، بل أوجب
عليهم، حراسته، حتى يصل إلى ما يريد بلوغه من الأرض، فقال: (وَإِنْ
أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ
اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)،وأمره أن يخاطبهم بأسلوب مهذب،فقال:(وَجَادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، وكذا أتباعه،
فقال:(قُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ) وقال:(وَقُولُوا
لِلنَّاسِ حُسْنًا).
المؤلف