ليس هو مذكرات ولا ذكريات ولا تراجم، ولكن استدراك لأمر كان فلم يشأ الله له أن يكون، فكانت تلك محاولة لرد سائل بشيء مما طلب؛ بدلاً من أن يعود صفر اليدين، وعلى من أراد نيل الطلب؛ تحري المطلوب منه، فحقاً سيكون دون طلبه خرط القتاد لا محالة، فمجيبه إما ناقل عن ثقة لا يدري بواطن الأمور، أو محام تكلم من أوارق أصلها زور، أو صحافي غر أو مغرور، فالحقيقة عند أحادٍ قلائل معظمهم رحل أو مغمور، أو على قيد الحياة آثر أن يظل بالظل مستور، أو ليست صنعته القلم ولا سطر السطور، فإلى الله ترجع الأمور، والرضا بما ورد بين طيات تلك الوريقات، فالله وحده يعلم أني ما حاولت فيها رفع ولا إنقاص أحد ممن ورد ذكره فيها، وما ذكرته هو عين الحقيقة في أمره التي شهدناها وشهدنا بها، "وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ"، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل، والحمد لله رب العالمين.